التدخين يقتل الكرة المصريه

التدخين .. يغتال الرياضة المصرية
رئيس اتحاد اليد يعترف بالأزمة .. وجهاز المنتخب ينكرها

أماني عبد الفتاح - شيرين الشاذلي

فتحت تصريحات هادي فهمي رئيس اتحاد كرة اليد حول ازمته مع المنتخب الوطني للعبة الذي يعاني من انتشار التدخين عدة تساؤلات هامة حول مستقبل الرياضة المصرية ومدي امكانية تاثر اللاعبين بتلك الآفة الخطيرة التي تهدد مستقبلنا الرياضي علي المستوي التنافسي او حتي الممارسة. والخوف يزداد اكثر اذا كان تدخين السجائر بداية لما هو اخطر . خاصة ان بعض المسئولين يدفنون رءوسهم في الرمال ويؤيدون منطق انه طالما لم ير احدا يدخن بعينيه فلا يوجد ما يدعو لفرض العقوبات والغرامات وهذه هي الطامة الكبري.
للاسف الامر ينطبق علي الجهاز الفني للمنتخب الوطني لكرة اليد . فرغم اعتراف رئيس الاتحاد بالكارثة الا ان اعضاء الجهاز الفني يكابرون وينفون الامر جملة وتفصيلا ويصرون علي ان الفريق خال من المدخنين مؤكدين ان اي لاعب لا يجرؤ علي شرب سيجارة امام اعضاء الجهاز . وكأن شربها من ورائهم امر منطقي ولا مشكلة فيه.
وائل عبد العاطي المدرب العام لمنتخب اليد قال: من المستحيل ان يدخن اللاعب امام مدربه احتراما منه لي ولفارق السن . ونحن لن نضبط حتي الآن اي لاعب يقوم بالتدخين وإذا اكتشفنا اي حالة تدخين من قبل اللاعبين سنحولهم فورا للاتحاد للتحقيق . وبشكل عام فنحن نقوم بالتحليل الدوري قبل اي بطولة واي معسكرات وتكون تحليلات دقيقة و دورية لكشف اي خلل في اجهزة اللاعبين وقدراتهم وحتي الان لم يظهر لنا شئ..وبعيدا عن لعبة اليد من الصعب ان يدخن الرياضي وإلا سيدمر مستقبله الرياضي ولابد ان يعلم أن مستقبله في هذه اللعبة.
أمر شخصي
** اما محمود حسين المديرالإداري للمنتخب فقال :ان تدخين اللاعبين امر شخصي وان كان اللاعبون يدخنون فهو امر يخصهم وحدهم اثناء ممارستهم لحياتهم الشخصية ولكن اثناء ايام التدريب والمعسكرات لايسمح المدير الفني للفريق ان يدخن احد من اعضائه ونحن في كرة اليد نتابع اللاعبين بشكل متواصل واعتقد ان اللياقة البدنية التي تميز اعضاء الفريق لا تدل علي انهم مدخنون لانهم يقومون بالجري في ¢التراك ¢ لمسافة 8 كيلو يوميا يتخلل هذه الايام تدريبات بدنية عالية في صالة الجيم .
نقوم بالكشف الدوري وعمل فحوصات دقيقة توضح نسبة النيكوتين والمنشطات في الجسم وخصوصا بعد ان اطلقت منظمة الـ ¢wava" فرعها في مصر ونراعي دائما في انواع الفيتامينات التي يأخذها اللاعبون ان تكون خالية من المنشطات المسموح بها من قبل شركة ألمانية والتي تخضع لهيئة مراقبة متخصصة.
نسبة محدودة
** الدكتور عمرو ابو الخير المدير الفني لمنتخب السلة قال : ان التدخين هو عدو لاعب كرة السلة الاول وان اللاعبين يعرفون ذلك بشكل جيد مما جعل هذه الآفة والحمد لله منعدمة في صفوف المنتخب الوطني رغم انه يضم مجموعة كبيرة من الشباب الذين هم في سن قد ينساقون فيها وراء مثل هذه التصرفات لكن العقلانية سمة رئيسية بين اللاعبين ولذلك هم يعرفون الاضرار التي يسببها التدخين كما انهم يعرفون ان مستقبلهم في اللعبة متوقف علي قدراتهم التي تتأثر بمثل هذه العادة السيئة لان المدخن ¢بيبان¢ وتظهر عليه العلامات واضحة دون غيره .
اضاف: ¢منذ بدأت مشواري مع التدريب لم اقابل اي لاعب مدخن الا بما يعد علي اصابع اليد الواحدة والحقيقة انا لا احبذ في تلك الحالة استخدام التعنيف بل اتحدث مع اللاعب وهو ما كان يحدث بالفعل ويترك آثارا ايجابية واضحة بشكل اكثر من حرمان اللاعب من التدريب او طرده .
المشكلة الرئيسية تبدأ من قطاع الناشئين وهذه هي المرحلة التي يتحمل فيها المدرب جزءا كبيرا من المسئولية لانه لو تحدث مع اللاعب وحاول ان يفهمه خطورة الامر سنقتلع الآفة من جذورها بدلا من ان تمتد وتكبر مع اللاعب.
في رأيي الحل الامثل هو منع كل من له علاقة بالرياضة من ممارسة تلك العادة . فقبل محاسبة اللاعب يجب اولا ان احاسب المدرب المدخن او الاداري اوطبيب الفريق اذا كانوا مدخنين . فلا يعقل مثلا ان اطالب اللاعبين بالكف عن التدخين في حين ان مدربهم يخرج بين شوطي المباراة لشرب سيجارة ومحاسبة هؤلاء تكون من خلال النادي او الاتحاد الذي يفرض عقوبة علي المدخن.
ازمة في اوروبا
** شريف الشمرلي المدرب العام للمنتخب الوطني الاول للكرة الطائرة قال:هذا الموضوع هام وخطير ويستحق بالفعل وقفة جادة .ورغم ان الكل يعلم اضرار التدخين الا انها للاسف اصبحت عادة منتشرة علي مستوي العالم واكثر في اوروبا للرياضيين منها في مصر ومنطقة الشرق الاوسط عموما وابرز مثال علي ذلك اللاعب الايطالي ¢سيا¢ فرغم انه ابرز لاعبي المنتخب الايطالي واحسن لاعب في العالم الا انه ¢لو طال يدخن في الطائرة هيدخن¢ فالمعروف عنه انه مدخن شره جدا والكل يعرف ذلك عنه .
للاسف هذه المشكلة رغم انها واقع نعاني منه الا ان احدا لم يحاول حلها بالطرق العلمية سواء في علم النفس والسلوكيات او في المرجعيات الدينية . فالمعظم يلجأ غالبا الي العقاب المباشر بالطرد او العقاب دون اللجوء لاسلوب الاقناع والحوار المنطقي الذي يقرب وجهات النظر.
الحمد لله منتخب مصر للكرة الطائرة يضم نخبة من افضل اللاعبين خلقيا ويتسمون بالتزام شديد سواء في تدريباتهم او حياتهم الشخصية والحمد لله هم غير مدخنين . ولم ار ابدا طوال سنوات تدريبي معهم ايا منهم يدخن او حتي اشم رائحة سجائر منه . وبصراحة شديدة كنت اعلم في كواليس الفريق منذ فترة بوجود لاعبين مدخنين فتحدثت معهم وبدأت في متابعتهم بشكل خاص وكانت النتيجة الايجابية واضحة.
لا افضل اسلوب الطرد والعقاب في مثل هذه الامور لانني لو طردت لاعبا سيأتي ذلك بنتيجة عكسية وهذا حدث معي في احدي المرات بالفعل عندما طلبت من بعض اللاعبين عدم التدخين وعندما علمت انهم لم ينفذوا الامر طردتهم من معسكر الفريق وعلمت انهم عادوا لانديتهم واصبحوا مدخنين بشكل اكثر شراهة وبذلك لم يستفد احد منا من شئ فانا بذلك خسرت مجهودهم في المنتخب وهم لم يقلعوا عن تلك العادة ومن يومها قررت ان اتعامل مع الامر بشكل اكثر حكمة وهدوءا وان استخدم اسلوب الحوار الاخوي.
التدخين له اثار سلبية خطيرة تظهر في لعبة الكرة الطائرة سريعا خاصة اذا امتدت الاشواط للشوط الرابع أو الخامس لان ارهاق اللاعب يزيد ويبدأ تركيزه يقل ونحن في لعبة الطائرة مع بداية اي تجمع للمنتخب الوطني نقوم بعمل قياسات السعة الحيوية للاعبين ومنها نعرف قدرات كل لاعب وعما اذا كان مدخنا ام لا.
لابد ان نلتفت الي امر اخر وهو تدخين الشيشة الذي هو اكثر ضررا من تدخين السجائر وللاسف يعتقد البعض انها اخف من السجائر وهذا خطأ شائع لابد من الوقوف امامه لان خطره اشد واشرس.
مجهود فردي
** هشام يوسف المدير الفني لمنتخب ألعاب القوي قال: من النادر ان تجد في ألعاب القوي علي وجه الخصوص من النادر وجود لاعبين مدخنين لانها لعبة فردية تعتمد علي المجهود الذاتي ولا يمكن ان يتواري فيها اللاعب بين زملائه لان ارقام اللاعب هي مقياسه.
ورغم متابعتنا لجميع اللاعبين الا انه مع الاسف لا يتم اجراء كشوفات دورية خاصة بالتدخين علي اللاعبين لمعرفة إذا كان مدخنا ام لا والتحاليل التي تجري مجرد تحاليل للصحة العامة وقد لا تظهر اذا كان اللاعب مدخنا ام لا . ولكن النادي الاهلي في الفترة القادمة يسعي لتنفيذ فحوصات دورية و كشف دقيق لكل لاعبي النادي في جميع اللعبات وسيكون اول نادي في مصر يطبق هذا النظام واري انه سيكون له تأثير إيجابي علي اللاعبين وسيحسن بالطبع من ادائهم ولياقتهم البدنية .
إذا ظهرت حالة تدخين وسط الفريق لابد ان يتعامل المدرب بحذر ويتحدث إلي اللاعب بشكل ودي ويقوم بتقويم سلوكه واعطائه فرصة واقناعه ان هذا ضد مصلحته ومستقبله الرياضي لان العامل النفسي اهم شئ وإذا لم يستجيب نبدأ بمنعه من التمرين وسط زملائه ليعرف انه خاطئ في حق نفسه وبعدها نلجأ لفرض الغرامات وتركه للتحقيق معه من الاتحاد إذا استمرفي التدخين