مِنْ أَعْيُنِ الغَيْمِ مَنْ أَلْقَـاكَ مُلْتَحِفًا
بِالأُمْنِيَاتِ وَمَحْمُولاً عَلَـى الوَجَعِ
+++
تَطُوفُ حَوْلَكَ أَشْبَـاحٌ كَأَنَّ بِهَا
فِي غَفْلَةِ الجُرْحِ أَنْهَـارًا مِنَ الفَزَعِ
+++
وَأَنْتَ فِي بَرْزَخِ الأَوْهَامِ، لاَ فَتَحُوا
لَكَ الجَحِيـمَ وَلاَ أَهْدَوْكَ لِلْمُتَعِ
+++
ضَاقَتْ بِكَ الرُّوحُ حَتَّى لَمْ تَذُقْ فَرَحًا
بَعْدَ النُّشُوءِ، وَحَتَّى الكَوْن لَمْ يَسَعِ
+++
وَكُنْتَ كَالخَوْفِ تَهْوِي، لاَ تَرَى أَحَدًا
إِلاَّ أَنَـاكَ، وَلَمْ تَصْعَـدْ وَلَمْ تَقَـعِ
+++
وَكُنْتَ إِثْنَيْنِ ذَابَـا فِي صَدَى حُلُمٍ
أَضْغَـاتُـهُ تَرْتَقُ الأَشْوَاقَ بِالجَزَعِ
+++
هَا قَدْ نَزَلْتَ وَمَا خُلِّصْتَ مِنْ خَطَأِ الـ
تُّفَّـاحِ، بَلْ شَجَرَ العِصْيَانِ لَمْ تَدَعِ
+++
وَلَمْ تَزَلْ فِي سَمَـا عَيْنَيْـكَ أَسْئِلَةٌ
تَنْقَادُ مِنْ خدَعٍ كُبْرَى إِلَى خدَعِ
+++
أُنْثَـاكَ فِيـكَ وَلَمْ تَبْرَحْ تُسَائِلُهَا
عَنْهَا، عَنِ الطِّينِ تَنْمُو فِي فَمِ الجَشَعِ
+++
عَنِ النِّهَايَاتِ، عَنْ أَسْرَارِ غُرْبَتِهَا
عَنِ المَصَائِبِ تَأْتِيهَـا عَلَـى دُفَعِ
+++
يَا مَـاءُ مَنْ خَبَّأَ الإِثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ
وَمَنْ بَرَى شَهْوَةَ الضِّلْعَيْنِ مِنْ وَلَعِ
+++
وَمَنْ يُبَاعِـدُ سِحْـرِي حِينَ أَقْرَبُهُ
وَكَـانَ قُرْبَ غِوَايَـاتِي بِمُنْخَدِعِ
+++
وَمَنْ تَقَاطَرَ مِنْ ثُقْبِ الغِيَابِ، وَمَنْ
أَطَـاعَ نَارِي قَلِيـلاً ثُمَّ لَمْ يُطِـعِ
+++
مَنْفَاكَ فِي الطِّينِ فَانْحَتْ مِنْ مَوَاجِعِهَا
أَرْضًا، وَأَطْفِئْ لَظَى الإِزْمِيلِ بِالوَرَعِ
+++
وَكُنْ خَلِيفَةَ مَنْ فِي الغَيْبِ قَدْ وُلِدُوا
وَقَاتَلُـوكَ، وَسَالُـوا فِي دَمِ الطَّمَعِ
+++
هَلْ مِتَّ، أَمْ أَوْهَمُوا عَيْنَيْكَ أَنَّ سُيُو
فًا مَزَّقَتْكَ، وَنَـامَتْ فِي يَدِ الشِّيَعِ
+++
قَدْ قُلْتَ: يَا أَرْضُ إِنِّي قَدْ فَنَى جَسَدِي
وَيَا رِيَـاحُ انْثُرِيـنِي، فَرِّقِي قِطَعِي
+++
مَا عَادَتِ الطِّينُ مِنِّي هَا أَنَا شَبَحٌ
تُحِيطُهُ الشُّهُـبُ العَمْيَـاءُ بِالهَلَعِ
+++
أَشْتَاقُ شَرْبَةَ مَـاءٍ مِنْ عُيُونِ أَبِي
أَشْتَاقُ حَيْرَةَ حَرْفِي فِي مَدَى رُقَعِي
+++
أَشْتَاقُ فُسْتَانَ لَيْلَى، سِحْرَ بَسْمَتِهَا
أَشْتَاقُ غَيْرَةَ صَحْبِـي وَالغَرَامُ مَعِي
+++
أَشْتَاقُ صَرْخَةَ هَابِيـلَ التِي هَرَبَتْ
مِنِي وَطَعْنَةَ قَابِيـلٍ عَلَى الضِّيَـعِ